-

@ ثقافة الخصوصية
2025-05-04 04:21:59
أنواع التشفير الاكثر استخداما:
1. التشفير الساذج: مثل ان يقوم واحد بالاتصال بصاحبه هاتفيا ليقول له (غدا عندنا رحلة) وهو يقصد لقاء او اجتماعا او شيئا مشابها. وقد سميته الساذج لأنه سهل الفهم أولا، ولأنه استعمل الأداة الأكثر عرضة للتجسس وهي الهاتف، واستعمل الطريقة الأكثر انكشافا للحكومات وهي الاتصال المباشر عبر رقم الهاتف، والارقام تكون مسجلة باسماء يمكن تتبعها حتى لو كانت وهمية، والهواتف تتصل بأبراج اتصال تغطي مناطق بعينها، واستعمال الهاتف يحدد مكان المتصل وقت الاتصال بلا حاجة الى جي بي اس، لان الهاتف يكون اتصل عبر برج اتصال معين، وارسل اشارات لاسلكية تلتقطها كذلك اجهزة تحديد الموقع الحكومية المنتشرة في المدن والقرى، ويوجد طبعا احتمال اختراق الجهاز وتشغيل الجي بي اس وتحديد مكان المتصلين بدقة اكبر ويمكن لشركة الهاتف او من يخترقه زرع برمجية تعقب (احدى انواع البرامج التجسسية الشائعة) بحيث تحفظ نقطة الجي بي اس كل دقيقتين مثلا بلا علم المستخدم ثم عندما يتصل المرة القادمة بالشبكة تقوم برمجية التعقب بارسال خط حركة هذا المستخدم طوال الفترة التي كان فيها غير متصل. هل رأيت كم هو كارثة أن تستعمل الاتصال الهاتفي، وكم هو خطأ استعمال كلمات سهلة الفهم للتشفير.
2. التشفير المتناظر: الان بدأنا نتكلم في استعمال التطور العلمي، فانتبه كي تفهم كيف تستفيد من هذا العلم ولا تقع ضحية ل (الغرور العلمي) وهو الانخداع بشيء علمي غير صحيح أو غير كامل، وهو ما قد يعطيك شعورا زائفا بالأمان فتقع في مشكلة. ان التشفير المتناظر بأنواعه المختلفة (لن اعددها هنا) يعتمد على كلمة سر أو ملف يستعمل لتشفير رسالتك، ويتم استعماله نفسه في فك التشفير، اي ان نفس كلمة السر تشفر وتفتح، او ملف التشفير هو يغلق (اي يشفر) ويفتح (يفك التشفير)، وهذه هي الطريقة الأكثر شيوعا بين الناس، وطريقة استعمالها الصحيحة هي ان يتم استعمال كلمة تشفير طويلة (مثلا 24 حرفا) وتحتوي على رموز وأرقام وأحرف عربية وانجليزية كبيرة وصغيرة، ويحتفظ الطرفان المتراسلان بهذه الكلمة في مكان آمن لاستعمالها وقت التشفير ووقت فك التشفير.
لماذا لن انصحك بهذه تلطريقة في التشفير؟
أولا: لأن هناك برامج كسر تشفير اوتوماتيكية يمكنها فك كلمات سر قصيرة، وقد جربت بنفسي فك كلمة من 5 حروف انجليزية بجهاز كومبيوتر متواضع، واليوم يوجد أجهزة GPU تستعمل لهذا الغرض وقد بنت بعض الحكومات أجهزة خاصة لهذا الغرض. ولكن هذا ليس الكارثة، فلا يوجد حسب علمي ما يفك كلمة سر بطول 24 حرفا بحيث تحتوي على رموز وأرقام وأحرف عربية وانجليزية كبيرة وصغيرة.
ثانيا: الخطر الأكبر هو في حال أن كلمة السر تسربت أو حصل شك بها، ولم يمكن الاجتماع بين طرفي الاتصال مرة أخرى لتغييرها، فنحن لا نثق بكلمة السر الا لسببين فقط: الاول أنها طويلة جدا وعصية على الفك الاوتوماتيكي بالكومبيوترات الحديثة، والسبب الثاني هو ان كلمة السر لم تستعمل على اي جهاز متصل بالانترنت ولم ترسل عبر الانترنت، وعندما ترسل كلمة السر عبر الانترنت فلا يجب أن تثق بها لانك لا تعرف من تلقفها وحفظها من الشركات والحكومات، وعليك أن تعلم يقينا ان كل ما يرسل عبر الانترنت من نصوص يدخل في ما يسمى القاموس او (dictionary) وهو مصفوفة عملاقة من الكلمات التي سوف تستخدم لاحقا في الفك الاوتوماتيكي لكلمات السر بعد ان توضع القواميس في ما يسمى جداول اقواس قزح (Rainbow tables)، وتبني الحكومات هذه القواميس من المراسلات والمحادثات باللغة العامية الدارجة وبالفصيحة ايضا، ومن ما تحفظه برامج لوحة المفاتيح المتنوعة ومن القواميس اللغوية المعروفة كذلك، وهذا أمر أسهل مما تتوقع عمليا في عالم الانترنت الحالي، وقد علمت عن بعض الأفراد ذوي المهارات المتقدمة في البرمجة قاموا ببناء قواميس ناجحة لفك التشفير من خلال جمع الكلمات بشكل فوضوي عن الشبكة، فكيف بشركات كبرى تقدم خدماتها للمليارات من البشر بكل اللغات ثم تجتمع معلوماتها في خدمة مخابرات دول كبرى.
3. التشفير غير المتناظر: وصل القطار الى المحطة الاخيرة، اعطني انتباهك لفهم هذا النوع لأنه النوع الذي ستحافظ به على نفسك وغيرك بعون الله تعالى.
الاساليب السابقة تكلمنا عنها لانها موجودة ومستعملة، أما هذا الأسلوب فسنتكلم عنه لانه السبب الذي يجب أن نعتمد عليه بعد التوكل على الله.
يعتمد هذا النوع من التشفير على ما يسمى بالمفاتيح وهي ملفات ذات صفات رياضية معينة.
كل مستتخدم (المرسل والمرسل اليه) عنده زوج مفاتيح.
البرنامج المستخدم اسمه gpg ويوجد منه نسخ للويندوز وللاندرويد وكذلك لينوكس.
البرنامج يولد لكل مستخدم زوج مفاتيح.