-
@ Jalmoud | جلمود 🇵🇸
2024-12-03 12:55:09ومن لم يمت بالسيف مات بغيره ... تعددت الأسباب والموت واحد
أبيات مشهورة لإبن نباتة السعدي نعرفها جميعاً. يقول ابن خلكان في "الوفيات": بينما كان ابن نباتة يتبرد في دهليز بيته إذ طرق أحدهم بابه، فقال ما حاجتك؟ فقال أنا رجل من المشرق، أأنت قائل البيت وأنشد البيت. فقال نعم، وذهب الرجل.
فلما كان آخر النهار دق آخر الباب فقال من؟ فقال أنا رجل من المغرب، أأنت قائل البيت وأنشد البيت. فقال نعم، وأنصرف الرجل. فتعجب ابن نباتة كيف وصل البيت إلى المشرق والمغرب.
على ما في القصة من تعسف، ولكن يراد به الإستدلال بشهرة البيت وأهمية الشعر لدى العرب.
وسُبق ابن نباتة إلى هذا المعنى الكثير من الشعراء، فها هو أمية بن الصلت الجاهلي يقول:
يوشِك من فر من مــــنيته ... في بعض غِراتها يوافقها من لم يمت عبطة يمت هرما ... للموت كأس والمرء ذائقه
غراتها تعني بغفلة والضمير راجع إلى الموت، ويوافقها بمعنى يصيبها. أما عبطة فتعني الموت شبابا أو فجأة.
ويقول طرفة بن العبد:
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى ... لكالطول المُرخى وثنياه في اليد
فشبه الموت " بالطول" وهو الحبل الذي يربط على رقبة البعير أو الشاة. فالحبل مرخي ومثني في يد صاحبه، ولكن الموت حاصل لا محالة ولا مفر منه، والمسألة فقط متى يُشد الحبل.
أما المتنبي فيقول:
نحن بني الموت فما بالنا ... نعاف ما لا بد من شربه
وعاف معناها كره الشيء واستقذاره.